مجلس “المسؤولية الاجتماعية“ يستضيف “عقال الشرقية” لعرض تجربتهم
عقد مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية أمس الثلاثاء لقاءه الشهري “لمجلس المجلس”، وذلك مع فريق “عقال الشرقية”.
وينظم المجلس يوم الثلاثاء الأخير من كل شهر مجلسه، ويستضيف خلاله فرق المبادرات والمسؤولين وكتاب الرأي والمهتمين بالمسؤولية الاجتماعية، لتبادل الأفكار والمقترحات ولدعم المبادرات، ويأتي انعقاد “المجلس” انطلاقاً من رؤية مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية والتي تهدف إلى نشر ثقافة المسؤولية الاجتماعية في المجتمع.
وأشادت صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي رئيس مجلس الأمناء بالمجلس بفريق “عقال الشرقية” وأكدت سموها على أهمية المساهمة في دعم مشروعات شابات وشباب الأعمال الناشئة.
وقالت الأميرة عبير: أثبت شباب وشابات المملكة العربية السعودية أنهم اكفاء على المستوى العالمي وثقتنا بالله ثم بشباب وشابات هذا البلد الحبيب لا حدود لها، وسنحقق من خلالهم فرقاً جميلاً بإذن الله، وأشارت سموها إلى حرص مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية خلال لقاءه بدعم قوة الشباب القادرة على دفع عجلة التنمية وترجمة رؤية المملكة 2030
كما أعلنت سمو الأميرة عبير عن توجه المجلس لإنشاء جائزة سنوية لأفضل منشأة تعنى بالمسؤولية الاجتماعية على مستوى المنطقة الشرقية، وقالت في هذا الصدد: نحن الان بصدد إعداد معايير الجائزة بالتعاون مع غرفة الشرقية، أما بالنسبة للمدارس فهناك مشروع المسؤولية الاجتماعية في التعليم العام وبدأت المرحلة الأولى من المشروع هذا الفصل الدراسي الحالي.
ونوهت الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي أن فكرة إنشاء مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية بعد أن كان اقتراح لإنشاء كيان يعني بالمسؤولية الاجتماعية، أعتمد من قبل إمارة المنطقة الشرقية، مشيرة إلى أنه في شهر فبراير من عام 2015م،وبتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية ، و من منبر قاعة الإمارة تم الإعلان عن تدشين مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية ليكون أول جهة متخصصة في وضع أهداف واضحة وخطط لجميع ممارسات المسؤولية الاجتماعية في المنطقة الشرقية وبفضل من الله فقد كان عدد المبادرات المقدمة على طاولة المجلس في عام 2016 قرابة 140 مبادرة منها ما تم تحويله لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ومبادرات أخرى قدمت للجهات المختصة لاستمرارها و البدء في تنفيذها ومنها ما هو تحت الدراسة لتطويرها وتحسين مخرجاتها.
ولخصت الأميرة عبير التحديات التي تواجه المسؤولية الاجتماعية، ومن أبرزها الخلط بين مفهوم المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري والتطوعي، صعوبة الحصول على قاعدة معلومات مؤكدة ومحدثة، افتقار الجمعيات الخيرية والمؤسسات الخيرية لقواعد الحوكمة والشفافية، ضعف ثقافة المسؤولية الاجتماعية، ضعف توفر الاستراتيجيات والهيكل التنظيمي في أداء المسؤولية الاجتماعية.
وكشفت رئيس مجلس أمناء مجلس المطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية عن سعي المجلس من خلال برنامج “أنا مسؤول” الى رفع مستوى الأداء التطوعي، بحيث يرتقي من درجة التطوع الى التطوع المسؤول. وذلك عن طريق استقطاب مجموعات من المتطوعات والمتطوعين المميزين وتدريبهم حسب معايير ومواصفات أحترافية.
وعن مبادرة نقوش، قالت الأميرة عبير بنت فيصل أن المبادرة هي تأصيل للثقافة و رابط للفنون و ذاكرة للمجد و الحضارة وهي منظومة متكاملة و وصلة التفرد و الربط في عقد الجمال بين محافظات المنطقة الشرقية و ذاكرتنا التي تجعلنا فخورين في ما مضى من إرث حضاري و وعاء معرفي و من شخصيات يؤتم بها, هي مرآتنا التي من حيث عكست لنا جمال ما صنعته أيادي الوطن و عيننا التي نبصر بها عمق حضارتنا و إرثنا, مشيرة إلى أن مبادرة نقوش ستكون عنصرا فنيا ًوحضاريا فاعلا من حيث الحضور الدلالي و المكاني بأثر مستديم لأبناء المنطقة الشرقية مستمداً عتاده وقوته منهم ومن آباءهم وستجعل من ميادين المنطقة الشرقية مثالاً ونبراسا يستضاء به وينتفع منه لمناطق المملكة.
وأكدت أن دور المرأة السعودية يترتب عليه توقعات عالية المستوى و التي تشكل أكثر من ٥٠٪ من اجمالي عدد الخريجين الجامعيين بالمملكة، لا سيما أن رؤية ٢٠٣٠ تتطلع الى رفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من ٢٢٪ الى ٣٠٪، وأضافت أن المرأة السعودية بالوقت الحالي تحظى بثقة عالية من الدولة وقد أوجدت قوانين وتشريعات ل جعلها شريكا قويا في التنمية.
ووجهت الأميرة عبير بنت فيصل نصيحة لشباب وشابات المملكة، حيث قالت: نسبة الشباب والشابات في المملكة العربية السعودية تتجاوز ال ٦٥٪ من العدد الكلي للسكان وهذه النسبة لا يستطيع أحد الاستهانة بها، وقوة الشباب قادرة على دفع عجلة التنمية وترجمة رؤية المملكة بما يتوافق مع متغيرات العصر الحالي مع التقيد بمبادئ ديننا الإسلامي.
وأضافت الأميرة عبير بنت فيصل أن التحديات كثيرة، والمتغيرات مستمرة مع تسارع الوقت لذا أوصي شبابنا وشباتنا بالاطلاع على المعارف والتخصص بما يتوافق مع احتياجات الوطن في المرحلة الحالية من تخصصات، ان تحبو ما تعملوا هو سر الإبداع والاستمرار به، كما أوصيهم بالتمسك بموروثنا الشعبي الثري وعاداتنا الجميلة، مع التفاؤل بما هو قادم بالمستقبل الذي هم نواته، بالأخلاق المسؤولة في الحياة اليومية مع الاجتهاد التفاؤل في العمل يتحقق كل ما هو جميل.
وقالت الأميرة عبير بنت فيصل أن المجلس لديه مبادرة مهمة و ذات ابعاد اجتماعية كبيرة و هي تعنى بالأسر المنتجة، نهدف من خلال هذه المبادرة المتكاملة الى ان نلقي الضوء على المهارات اليدوية المحلية و نطورها بما يناسب متغيرات الطلب في السوق مع الحفاظ على الموروث الشعبي من الحرف و الصناعات، وأضافت أنه لا تكتمل أهداف هذه المبادرة بدون خطط و برامج مدروسة، ولهذا فإننا بصدد إصدار دراسة تعنى بالأسر المنتجة و ذلك من خلال تعاون مع جمعية البر و مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية و غرفة الشرقية، و كذلك لدينا دراسة أخرى قيد التنفيذ من اجل مبادرة سفراء المسؤولية الاجتماعية، مشيرة في هذا الصدد إلى أن المجلس يؤمن أن الدارسات و التخطيط هي أساس المبادرات الخلاقة ، فاللغة العلمية مهمة لتوجيه أصحاب المبادرات .
وحول أهمية الدراسة المسحية لواقع المسؤولية الاجتماعية في المنطقة الشرقية ستكون هذه الدراسة هي اللغة العلمية للمنطقة بهدف البدء بالمشاريع الأكثر حاجة لعمل موازنة بين كمية المشاريع وجودة تنفيذها، أكدت الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي أن كثير من الشركات تقدم مبادرات والافراد في بلادنا مبادرون ونحن في مجتمع خيّر، ولكن العديد من المبادرات تفتقد لتفعيل حسب الأولوية، كما يسعى المجلس لان يقوم بدور المرشد في توجيه الجهات بالقضايا الاولى بالرعاية إضافة الى خلق التكامل بين الجهات.
وأضافت الأميرة عبير بنت فيصل أنه ومن أجل تحقيق هذا الدور فإن أولى المبادرات الاستراتيجية للمجلس هي دراسة مسحية لاحتياجات المنطقة الشرقية، والتي شرعنا بتنفيذها مع جهة استشارية مختصة، وهي بالمرحلة الثانية الآن مع موعد لتسليم النسخة النهائية منها في شهر يوليو من هذا العام، وأكدت أن هذه الدراسة ستكون اللغة العلمية لإرشاد جميع القطاعات الثلاث والأفراد لاحتياجات المجتمع الفعلية للمبادرات، وبإذن الله سينتج منها نماذج لمبادرات نوعية تلبي الأولويات.
واستعرض فريق “عقال الشرقية” برئاسة رئيس مجلس ادارة الفريق الأستاذ ياسر القاضي، تجاربهم، وكيفية الاستفادة من المبادرة في اتاحة منصة لرواد الأعمال لعرض مشاريعهم وأفكارهم أمام أعضاء شباب عقال الشرقية بغرض الاستثمار.
من جانبها، أكدت الأمين العام لمجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية الأستاذة لولوة الشمري على ضرورة العمل مع المبادرات المجتمعية بشكل تكاملي وفق رؤية المملكة 2030.
وأوضحت الشمري أن المجلس الشهري هو عبارة عن قناة تواصل ويهدف إلى فتح مجال الحوار مع القائمين على المبادرات وصناع الرأي وأصحاب التجارب المجتمعية بهدف بلورة الافكار لخدمة مجتمع المنطقة الشرقية والاستماع إلى آرائهم وملاحظاتهم وأبرز التحديات التي تواجههم للتغلب عليها.
وفي نهاية اللقاء تسلمت صاحبة السمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي درعًا تكريمية من الأستاذ ياسر القاضي، يشار إلى أن أكثر من 50 عضوا في فريق “عقال الشرقية” حضروا المجلس أمس.