الرياضة والمسؤولية الاجتماعية
خالد السبع – إبريل 5, 2017
عندما نرجع لتاريخ تأسيس الرياضات خصوصا الألعاب الجماعية والشعبية منها نجد أنها أوجدت كنشاط اجتماعي هدفه تنمية المجتمع وزرع القيم بالإضافة إلى أسباب أخرى منها تقنين الألعاب والتي بدأت معظمها من الشارع بحيث كانت نوعا من الترفيه لممارسيها واكتسبت شعبية وجماهيرية فوضعت لها قوانين وأماكن مخصصة مما سهل انتقال المنافسات من المستوى الإقليمي إلى المستوى الدولي وأصبحت الفرق تلعب دور السفراء في تمثيل دولها ورفع أعلامها وترديد أناشيدها الوطنية فكم من بلد وخصوصا قبل الطفرة الإلكترونية تعرف عليه العالم من خلال بطل أو فريق تأهل في تصفيات كأس العالم، ومن هنا نجد أن المسؤولية الاجتماعية تلعب دورا رئيسا في مجال الرياضة وفي المقابل كل الرياضيين هم مسؤولون اجتماعيون.
أصبحت الرياضة جزءا أساسيا من التخطيط المجتمعي في إدماج الشباب بحيث تعتبر حلا نموذجيا للكثير من المشاكل الاجتماعية خاصة تلك المتعلقة بفئة الشباب واليافعين لما لها من تأثير نفسي تربوي مليء بالمفاهيم الأخلاقية بالإضافة أنها الطريقة السليمة لتفريغ الطاقات وبناء جيل سليم ذهنيا وبدنيا.
وكسائر المجالات الرياضة أيضا تأثرت بالتطور السريع الذي يشهده العالم فأصبحنا نشاهد ميولا وهوايات جديدة تستهوي الشباب أظهرت قدرات كبيرة جدا إلى حد المخاطرة بالأرواح من أجل المتعة، وهنا تأتي إلى الذهن الظاهرة التي انتشرت في المجتمع السعودي «التفحيط» وسباقات السرعة في الأماكن التي تفتقر لوسائل السلامة وتعرض الشباب للخطر المميت.
من هذا المنطلق جاء تبني مجلس المسؤولية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية لمبادرة شباب الشرقية لرياضة المحركات والرياضات الحديثة التي تقدم بها اثنان من شباب الوطن وذلك لإنشاء مجمع حلبات لسباقات السيارات والدراجات النارية وكل ما يتعلق بهذه الرياضة الخطرة التي أخذت في الانتشار بشكل كبير في الطرقات العامة.
هذه المبادرة حظيت باهتمام كبير من الأميرة عبير بنت فيصل نظرا لما تمثله من أهمية كبيرة في حفظ شباب الوطن من المخاطر المترتبة على هذه الممارسة كمسؤولية اجتماعية تجاه الوطن.
مجلس المسؤولية تبنى العديد من المبادرات وعقد الكثير من الشراكات خلال الفترة الماضية والتي لن يكتمل عقد نجاحها إلا بتفاعل كبير ومسؤول من قبل بيوت المال والأعمال في المنطقة الشرقية حيث إن العديد من المشاريع المطروحة في منصة المبادرات الخاصة بالمجلس بحاجة لدعم من يؤمنون بالمسؤولية الاجتماعية ونجاحها من رجال الأعمال من مبدأ الشراكة الاجتماعية الفعالة للرقي بالمجتمع السعودي ووضعه في مصاف الدول المتقدمة.