فنانو الأحساء ينافسون الفنانين العرب في معرض «عبير الأحساء»

76e1bd404e60d6655461252085d4f613

عبدالله الدقاش – رانيا عبدالله – الهفوف – فبراير 13, 2016
تلون معرض “عبير الأحساء” الذي يقام على هامش فعاليات مهرجان تسويق تمور الأحساء المصنعة “ويا التمر أحلى 2016” بمختلف الألوان وتقنيات الرسم المختلفة وتمازج الثقافات في الرسم من خلال مشاركة نخبة من الفنانين والفنانات من المنطقة وخارجها ومن الخليج والوطن العربي. وأشارت مشرفة المعرض التشكيلي كريمة المسيري إلى أن المعرض بإشراف مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية وبرعاية وتدشين حرم أمير المنطقة الشرقية ورئيس أمناء المجلس الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي آل سعود، والمعرض يشارك فيه نخبة من الفنانين التشكيليين من داخل المملكة وخارجها، من الرياض والقصيم وجدة والباحة والمدينة ومن جميع دول الخليج ومن مصر والسودان والعراق ولبنان واليمن ويتعدى عددهم 170 فنانا تشكيليا لعرض تجاربهم الفنية، كما يتم إقامة العديد من الورش الفنية تصل إلى 40 ورشة من الساعة الرابعة عصرا وحتى العاشرة مساء طوال مدة المهرجان البالغة 20يوما. مضيفة: إن المعرض يهدف إلى عرض الفن التشكيلي واستعراض تجارب القائمين على هذا الفن والحوار مع الفنانين من مختلف مناطقهم وعرض تجاربهم للجماهير وللفنانين، وتتنوع مشاركات الفنانين في المعرض فالبعض يشارك باللوحات والبعض يشارك في الورش أو باللوحات والورش المختلفة، مبينة أن المعرض متنوع المدارس الفنية، فتجد المدرسة الواقعية الى جانب التجريدية والسيريالية، إضافة لتنوع التقنيات الفنية والألوان، إذ ان الفنان يستخدم الخامات التي تتناسب وبيئته وفنه مما يساعد على صقل الاعمال وتبادل الخبرات الفنية والتعرف على الخبرات المختلفة للفنانين، كذلك تنمية مواهب الفنانين المبتدئين وحضور الفنان وتواجده يكسبه فائدة له ولغيره من الفنانين. وعن اللوحات المعروضة في المعرض ذكرت مسيري أن المعرض يحوي 100 لوحة لـ100 فنان وفنانة تم بيع خمس لوحات خلال يومين من تدشين المعرض ويتم تسليم اللوحات لمشتريها بعد انتهاء مدة المهرجان، مبينة أن المعرض يعتبر من أهم المعارض التشكيلية على مستوى المملكة، فأغلب المعارض تضم اللوحات فقط لكن معرض “عبير الأحساء” جمع الفنانين ولوحاتهم تحت سقف واحد؛ مما ساهم في رفع قيمة المعرض وأهميته، مقدمة شكرها لسمو الأميرة عبير والتي حملت هموم الفنانين وكانت تقف على كل شيء في المعرض وتحرص على توفير كل ما يخص المكان ومستلزمات الفنانين والضيوف كما وستكون لها زيارات متعددة للمعرض لتواصل دعمها للفنانين. وقدمت مسيري شكرها لأمانة الأحساء لاحتضانها الفنانين ودعمها الفن التشكيلي. وعبر الفنان التشكيلي العماني ادريس الهوني عن سعادته بمشاركته في المهرجان، حيث قال إن خبر المهرجان قد وصل إليهم في عمان وسعد بالدعوة التي وجهت له لعرض فنه من خلال المعرض، مضيفا إن المعرض متنوع بالثقافات والأسماء والجنسيات المختلفة وكأنه فسيفساء في مكان واحد مما يعطي تميزا له، مشيدا باللقاءات الفنية وأثرها في نقل الخبرات والتي يجدها مهمة جدا أن يتواجد مجموعة من الفنانين في وقت واحد ومكان واحد للتعرف على فنونهم وتجاربهم المختلفة، كما ويساعد على معرفة فنانين لم يسمع بهم من قبل. وأشار الهوني إلى أنه سيقوم بعرض تجربته الفنية في المعرض وهي أعمال تجريدية من ذاكرته وأفكاره من خلال مدينة عاش بها في عمان هي مدينة “مطرح” وما تتميز به مبانيها البيضاء فكانت لوحته لعرض الفن المعماري التقليدي في تلك المدينة وسيشارك الهوني في ورش المعرض المقامة خلال تواجده ثلاثة أيام بالمهرجان مقدما شكره لأمانة الأحساء على حسن الضيافة والدعوة وعلى جهودهم المبذولة لإنجاح المهرجان. وفي وقفة مع الفنان التشكيلي العماني أيضا موسى عمر تحدث خلالها عن أهمية المعرض في التجاذب بين الفنانين والتسويق للفنان في المجتمع وإطلاع الفنان على تجارب الفن ونشر الثقافة بجميع جنسياتها ومراحلها الحيوية، فهناك دمج فكري في الرسم، مضيفا إن التنوع في المدارس والتقنيات والأسماء والألوان مميز جدا والحداثة متنوعة جدا، كما أن المعرض يخدم الفنان المبتدئ ويشجعه على المشاركة ويجعله يجدد تقنياته في السنوات المقبلة. وعن مشاركة المرأة قال موسى إن المعرض يعطيها دفعة وطاقة وحيوية مما يساعدها على التقدم، مبينا أنه على مستوى الخليج برزت الفنانة السعودية وأثبتت نفسها بأسلوبها الخاص وتجاربها المميزة. وعن تجربته في المعرض قال إنه قدم تجربته في لوحة تجريدية مستخدما ألوان الإكريليك على الخيش وحملت عنوان “قميص الأحلام” وهدفه تحويل الخيش من خامة مهملة إلى لوحة جمالية بشكل آخر. الفنانة التشكيلية منيرة مبارك بوبشيت تشارك للسنة الثانية بالمهرجان وهي عضو في فريق “لنا إبداع” للفنانين الأحسائيين وهذا الفريق يهتم بإبراز الفنانين وصقل مواهبهم من حرفيين مصورين وتشكيليين للمنافسة على مستوى المملكة ومن ثم على مستوى العالم العربي، مضيفة: إن هذا الفريق يشارك لمدة ثلاثة أيام متتالية في المهرجان، مبينة أن المهرجان دعم للفن التشكيلي الأحسائي ودعم لها شخصيا؛ لما فيه من تبادل الخبرات والتعرف على فنون وتقنيات جديدة بالرسم والتعرف على فنانين يستفاد من خبراتهم مستقبلا. ولبوبشيت مشاركات عدة على مستوى العالم العربي، حيث شاركت في الملتقى العاشر لبصمة الفنانين العرب بالقاهرة وحصلت على شهادة وميدالية لمشاركتها واستطاعت أن تتدرج بموهبتها من رسامة إلى مدربة رسم، مضيفة إنها تنقلت في عدة مراحل من المرحلة الأكاديمية إلى الانطباعية، ومنها للتأثيرية ثم التجريدية، ومشاركتها بالمهرجان من خلال لوحة تأثيرية “المزهرية” مستخدمة السكين في الرسم وألوان الإكريليك، وقد عرضت هذه اللوحة في المعرض، إضافة إلى مشاركتها بلوحة رسمتها أمام الجمهور عنوانها “فواكه” وهي لوحة واقعية وتجهز للوحة ثالثة هي لوحة تأثيرية لمنظر طبيعي. أما الفنان توفيق البريه الذي يشارك للمرة الأولى بالمهرجان بدت سعادته ظاهرة على محياه بهذه المشاركة رغم مشاركاته السابقة في العديد من المهرجانات مثل الجنادرية، لكن سعادته انه بين أبناء منطقته أكبر ولم يتوقع أن يكون المعرض بهذا التميز، مشيرا إلى أنه رغم انه يمارس الرسم منذ ما يقارب عشر سنوات، ومعروف بين فناني المنطقة لكن المعرض أكسبه شهرة اكبر ولامس الجماهير ومحبي الفن عن قرب مما أكسبه دعما معنويا وجماهيريا، وقد ساعد البريه في تقديم المعلومات وعرض تجربته للمهتمين والفنانين الزائرين والمشاركين بالمعرض، مؤكدا حرصه على المشاركة في المهرجان خلال السنوات القادمة بإذن الله كما أثنى البريه على فكرة مشاركة فنانين من خارج المنطقة والمملكة واستقطاب فنانين من الدول الخليجية ودول العالم العربي وهذا بنظره يثري الخبرات المكتسبة ويشجع على التجديد والتطوير وتبادل الخبرات والمعارف فيما بين الفنانين والفنانات، حيث إن التجارب لها دور في صقل المواهب وتجديدها وتطويرها. ومشاركة البريه في المعرض كانت من خلال لوحة «بورتريه» للمغفور له الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود -رحمه الله- ورسمت هذه اللوحة باستخدام الفحم، كما شارك بلوحة “القيد” وهي صورة للإبل بالإكريليك، فيما شارك جماهيره بلوحة سيريالية وواقعية “الرواق” وهي لوحة تراثية رسمت بألوان الإكريليك.