حوار مع الأميرة عبير

  في لقاء وحوار طويل وذي شجون، مع سمو الأميرة عبير بنت فيصل بن تركي، رئيس مجلس الأمناء بمجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية، اتضح أنها، وفريقها من السيدات فقط، تحاول أن تؤسس لمفهوم جديد في المسؤولية الاجتماعية غير ما تعارف عليه الناس وتواطأت عليه مدارس الإعلام ومارسته الشركات على مدى عقود. هذا المفهوم الجديد يصب في اتجاه (حالم) بأن يتحمل المجتمع بكافة قطاعاته، مؤسسات الحكومة ورجال الأعمال والناس أجمعين، مسؤولياتهم تجاه تطوير مجتمعهم والارتقاء بحياة وذائقة أفراده. بمعنى أن الممارسة للمسؤولية الاجتماعية، التي ينفذها المجلس، تريد أن يكون كل شيء وأي شيء على مستوى رفيع وفي مكانه الصحيح، دون أن ينتظر من يمارسون هذه المسؤولية عائدًا مباشرًا منها كما تنتظر الشركات والمؤسسات التجارية حين تنفذ برنامجًا محددًا ومؤطرًا للمسؤولية الاجتماعية وتبدأ بحساب الربح والخسارة من تنفيذ هذا البرنامج. الحلم طبعا مشروع بل ومطلوب، لكن هناك واقعا يسبق هذا الحلم وربما (يُغبش) على روعته وبهائه. هذا الواقع هو غياب التربية، بمعناها الصحيح والكامل، عن مؤسساتنا التعليمية التي رضيت دائما من غنيمة التعليم بحفظ أو مذاكرة المناهج وسردها في الاختبارات والسلام. وهذا سيصعب المهمة على الأميرة والمجلس والفريق الطامح إلى تأسيس واقع اجتماعي مختلف في المنطقة الشرقية ومن ثم في عموم مناطق المملكة بعد نجاح التجربة ونقلها. لذلك أنا أنصح المجلس، إن جاز لي ذلك، بأن يقسم مبادراته في مجال المسؤولية الاجتماعية إلى نصفين: نصف عبارة عن مبادرات واسعة وحثيثة في منظومة التعليم خاصة في المراحل الدراسية الأولية، ونصف لباقي المبادرات في كافة المجالات الكفيلة بمساندة وتمكين مبادرات النصف الأول. بقي أن أقول إنني كنت أفضل أن يكون مسمى المجلس مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية (المجتمعية) وليس الاجتماعية فهذا أقرب إلى فكره وأهدافه كما أنه يمنع الالتباس بين مهماته ومهمات برامج المسؤولية الاجتماعية التقليدية التي تنفذها غالباً شركات القطاع الخاص.